محمد المنسي قنديل يواجهنا بتاريخ أسود في القرن التاسع عشر، لا يختلف كثيراً عن القرن الواحد والعشرين، يحكيه لنا من خلال كتيبة سوداء يحكي لنا حكايتها، تلك الكتيبة التي جُمعت من القارة السوداء من بقاع شتى، و كل واحد منهم يحمل وطنه في صدره و ألمه على ظهره يثقله أينما ذهب، ينتقلون بين السخرة التي يذهبون إليها مجبرين غير مخيرين في عصر الخديوي وقبله ابراهيم باشا، أو العبودية التي يجدون أنفسهم فجأة عبارة عن ثمنٍ لصفقة يقوم بها رئيس القبيلة مقابل بعض السلاح، يباعون لتاجر عبيد سوداني أمام عيون أهلهم و أولادهم ويتحولون إلى مجرد جنود في جيش الجهادية التابع للخديوي في مصر يقاتل في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل.
و يغوص المنسي بطريقة أدبية مبدعة في نفوس أمراء نمساويين تدفعهم رغبتهم العميقة والطمع البشري إلى الموافقة على تولي عرش المكسيك…، العالم الجديد الذي يقنعون أنفسهم أنهم ذاهبون لتخليصه من تخلفه، و المتمردين الذي يعيثون فيه فساداً، ولكن تتبدى لهم الحقيقة متأخرين، حقيقة يدفعون ثمنها حياتهم و حياة الكثيرين من الجنود الذين يدخلون هذه الحرب و لاناقة لهم فيها و لا جمل، الحقيقة التي هي أن فرنسا استخدمت طموح هذين الأميرين لأجل تحقيق طموحاتها الخاصة، و في النهاية أطاحت بهم جانباً و استغنت عنهم عندما اكتفت من مكاسبها وخسائرها في القارة الجديدة، و الحقيقة الأخرى أن كل ما كان يهم الإمبراطور الجديد وزوجته هو تحقيق مجدهم الخاص حين عجزوا عن تحقيقه في أوروبا، كل واحد منهم بطريقته الخاصة والتي يفشلون في النهاية بتحقيقها.
لتحميل الرواية :
تعليقات
إرسال تعليق